موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الصيف موسم رزق| رجال الثلج.. الحر ينعش مهنتهم

لن تجد منهم من يزعجه ارتفاع درجات الحرارة، بل يستقبلون فصل الصيف باحتفاءٍ ومباركة بينما يُعدّون إقبال الشتاء عليهم “وقف حال”.

العاملون فى صناعة الثلج يصفون صناعتهم بأنها صناعة موسمية تنشط خلال شهور الصيف، وبينما تُعانى من أجل البقاء فى ظل تراجعها أمام منافسة تكنولوجيا التبريد، لا يزال الطلب على ألواح الثلج التقليدية مستمرًا لدى أسواق الأسماك ومحال العصائر والمشروبات بشكل أساسى، والذى تُنتجه مصانع الثلج التى تنتمى إلى الصناعات الصغيرة والمتوسطة.

أربعون عامًا قضاها أحمد عبدالمعبود فى صناعة الثلج التى توارثها عن والده، “إحنا راس مالنا الحر” يقول وهو يصف العمل بمصنعه الصغير الواقع بمنطقة السواح، متابعًا: نحن نعمل بالأساس خلال فصل الصيف ففى الشتاء يقل إنتاجنا بشكل كبير، غير أن رواج صناعة ألواح الثلج بصفة عامة تتأثر كثيرًا خلال العقود الماضية، لتغير طبيعة الأسواق ومستلزماتها، فى السابق كنا نورد إلى محلات الألبان التى كانت تستخدم الثلج فى حفظها وحمايتها من التلف فضلاً عن محال الجزارة، جميعها الآن تستخدم ثلاجات العرض للتبريد والحفظ، لذا نعتمد حاليًا على استهلاك محال وعربات العصائر والمشروبات، وكذا أسواق الأسماك التى تحتاج إلى كميات كافية من الثلج، إلا أننا تأثرنا أيضًا بفيروس كورونا خلال العام الماضي.

 

متابعًا: أغلب العمالة لدينا عمالة موسمية نظرًا لطبيعة المهنة، ويساعد فى ذلك أن عملية الإنتاج بسيطة وليست معقدة بحيث تحتاج إلى تدريب مستمر، ما يعطى لهم فرصة فى معرفة طبيعة العمل وأدائه خلال فترة وجيزة، فإنتاج ألواح الثلج بصفة عامة يعتمد على الماكينات التى تعمل بنظام التبريد بالامتصاص وتعتمد على عملية التكثيف، يتم إنتاج الألواح عن طريق “اسطمبات” معدنية تُسمى “بلاطات” طول الواحدة منها 90 سنتيمترًا.

 

يضيف: هذه الاسطمبات تُصنع من “الصاج المجلفن” الذى يُطلى بطبقة من مادة النيكل أو الكروم من الداخل، حتى يحميه من الصدأ بحيث لا يؤثر فى الماء قبل تجميده، ليتم وضعها فى أحواض للتجميد بعمق ثلاثة أمتار، نستخدم فى عملية الإنتاج أيضًا كميات كبيرة من الملح الخشن، الذى يُساعد على سرعة فقدان الحرارة وبالتالى تجميد الألواح، ودرجة الحرارة فى هذه الأحواض تصل إلى ثمانى درجات تحت الصفر.

 

يُعد مركز الخانكة بمحافظة القليوبية من المناطق التى تضم تجمعًا لمصانع إنتاج الثلج، حسبما يوضح حسام حسن لطفى صاحب أحد المصانع، موضحًا أن الصناعة تواجه تحديات كبيرة فى السنوات الماضية، إلا أن الارتفاع الملحوظ فى درجات الحرارة دائمًا ما يأتى فى صالحنا، فخلال فصل الصيف يصل إنتاج المصنع لدى إلى 2000 لوح ثلج يوميًا، نورّد بشكل أساسى إلى أصحاب الثلاجات من تجار التجزئة العاملين فى التوزيع لمختلف الأسواق، وهناك قطاعات جديدة أصبحت تطلب منا كميات من الألواح، منها شركات الخرسانة التى تستخدمه لتبريد الخرسانة الجاهزة، إلا أن معدل الإنتاج بصفة عامة متفاوت ودائمًا ما يعتمد على العرض والطلب حسب حالة السوق، ويتفاوت سعر لوح الثلج مابين 5 و15 جنيهًا.

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!