موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

عبد الله بن عمرو بن العاص “جزء 7”

عبد الله بن عمرو بن العاص “جزء 7”
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السابع مع عبد الله بن عمرو بن العاص، وعن عبد الله بن عمرو، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أى الإسلام خير؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ” وكان عبد الله قد جمع ما كتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيفة سماها الصادقة، وكان حريصا على أن تبقى معه أشد الحرص، وقد قال التابعي الجليل مجاهد دخلت على عبد الله بن عمرو، فتناولت صحيفة تحت رأسه، فتمنع عليّ، فقلت تمنعني شيئا من كتبك، فقال إن هذه الصحيفة الصادقة التي سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس بيني وبينه أحد، فإذا سلم لي كتاب الله، وسلمت لي هذه الصحيفة والوهط.

 

وهو بستان له بالطائف، لم أبال ما ضيعت الدنيا، وأما عن قوله ” ليس بيني وبينه حد ” فهو يبين أن لعبد الله بن عمرو سبقا في التنبه لأهمية الإسناد والمشافهة، وتلك لبنة هامة في أساس علم الحديث الشريف، ولم يقتصر عبد الله بن عمرو في روايته عما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل روى حديثه كذلك عن أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، ومعاذ بن جبل، وسراقة بن مالك، وأبيه عمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، وأبي الدرداء، وأبي ذر الغفارى، وكان يسعى للسماع منهم والاستفادة مما حملوه من حديث وتعلموه من علم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روي عنه أنه قال ” حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل ” أى ألف حديث.

 

وقد تعلم عبد الله بن عمرو اللغة السريانية وكان ينظر في كتب الأقدمين، واعتنى بذلك، وقيل إنه أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب فكان يحدّث منهما المعروف والمشهور والمنكور والمردود، وقد روى كثيرا مما ورد فيها عن أخبار أنبياء بني إسرائيل وتاريخ مصر مثل بناء مدينة الإسكندرية، وقد روى أحاديث عبد الله بن عمرو عدد كبير من التابعين أبرزهم من أقاربه حفيده شعيب بن محمد الذي توفي والده في حياة أبيه عبد الله فتربى الحفيد في حجر الجد، وخدمه ولزمه، فأكثر عنه الرواية، وتوفي شعيب سنة مائه وثمانى عشر من الهجره، بالطائف، وكان ممن حدث عنه من كبار التابعين، هم سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والشعبي.

 

وعكرمة وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، وأمم كثير غيرهم، وكان ذلك في الحرمين والشام ومصر، وبخاصة مواليه وموالي أهله، بل روى عنه عدد من أقرانه من شباب الصحابة وعلى رأسهم الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، وقالت السيده عائشة رضي الله عنها لعروة بن الزبير ” يا ابن أخت، إني قد أخبرت أن عبد الله بن عمرو حاج في عامه هذا، فالقه، فإنه قد حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة ” وكان من أشهر الأحاديث المروية عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما حديث الرحمة المسلسل بالأولية، والذي تداوله طلبة العلم المتزينين برواية الحديث والإجازات، ليكون أول حديث سمعوه من الشيخ أو المحدث.

 

ولذا سمي المسلسل بالأولية، وهو قوله صلى الله عليه وسلم ” الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ” وكان عبد الله يقول كما في صحيح البخاري ” لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا، ولا متفحشا، وكان يقول ” إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ” وقد روى البخارى ومسلم عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه “ويروي عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى الإمام أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما من الأيام لأصحابه” كيف بكم وبزمان يغربل الناس فيه غربلة، وتبقى حثالة من الناس قد مَرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فصاروا هكذا، وشبك النبي صلى الله عليه وسلم بين أصابعه هكذا ”

 

فقال له عبد الله بن عمرو بن العاص يا رسول الله، بم تأمرني حينئذ؟ قال ” تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم، وتذرون أمر عامتكم ” وسأل رجل عبد الله بن عمرو بن العاص أي المجاهدين أفضل؟ قال من جاهد نفسه في ذات الله عز وجل، قال أنت قلت يا عبد الله بن عمرو؟ أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال بل رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله، ولما توفي كبار الصحابة من الرعيل الأول صارت الفتوى إلى أبناء الصحابة وشبابهم ومنهم عبد الله بن عمرو بن العاص.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!