موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

عبد الله بن عمرو بن العاص “جزء 2

عبد الله بن عمرو بن العاص “جزء 2
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد كان عمرو بن العاص من سادة قريش في الجاهلية، فأبوه هو العاص بن وائل السهمي، وكان يحترف التجارة، فقد كان يسافر بتجارته إلى الشام واليمن ومصر والحبشة، وكما كان من فرسان قريش، وقد أرسلته قريش إلى أصحمة النجاشي ملك الحبشة ليرد عليهم من هاجر من المسلمين إلى بلاده، وقد حضر عمرو بن العاص غزوة بدر مع قريش ضد المسلمين، ثم حضر غزوة أحد، ثم غزوة الخندق، ولمّا عادت قريش إلى مكة بعد صلح الحديبية ذهب إلى الحبشة عند أصحمة النجاشي، فوجده اعتنق الإسلام، فاعتنق الإسلام هناك على يد النجاشي في السنة الثامنة للهجرة، ثم أخذ سفينة متجها إلى المدينة المنورة.

 

فالتقى في الطريق بخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، فدخل ثلاثتهم المدينة المنورة في صفر فى العام الثامن من الهجره، معلنين إسلامهم، وحينها قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها” وبعد إسلامه أرسله النبي صلى الله عليه وسلم، في سرية إلى ذات السلاسل في جمادي الآخرة فى العام الثامن من الهجره، ثم في سرية أخرى لهدم صنم سواع في رمضان فى العام الثامن من الهجره، بعد فتح مكة، وفي شهر ذي الحجة فى العام الثامن من الهجره، قد بعثه النبي إلى ملكي عمان جيفر وعباد ابني الجلندي بكتاب يدعوهما إلى الإسلام، وبعد إسلامهم عيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم، واليا على الزكاة والصدقات بها.

 

وظل هناك سنتين تقريبا حتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استعمله أبو بكر الصديق قائدا عسكريا في حروب الردة، ثم وجهه لفتح فلسطين على رأس ستة أو سبعة آلاف مقاتل، فبدأ المناوشات في فلسطين، والتقى تحت قيادة خالد بن الوليد في معركة أجنادين، وشارك في معركة فحل وحصار دمشق، وكان على رأس الميمنة في معركة اليرموك، ثم فتح سبسطية ونابلس، واللد ونواحيها ويبنى وعمواس وبيت جبرين، ثم هبط جنوبا ففتح رفح، وعسقلان، وكان قد فتح غزة في عهد أبي بكر الصديق، وحاصر قيسارية، وبدأ حصار بيت المقدس ثم انضم إليه أبي عبيدة بن الجراح، فأصبح تحت قيادة أبي عبيدة، ولما أصيب أبو عبيدة في طاعون عمواس.

 

فقد استخلفه على الشام، وأما عن عبد الله بن عمرو، فكانت أمه هى السيده ريطة بنت منبه بن الحجاج، وهى صحابية، وكان الدها هو منبّه بن الحجاج وهو أحد قتلى قريش يوم بدر، وزوجها هو عمرو بن العاص بن وائل السهمي، وقد أنجبت له العاص بن عمرو فلما أسلم سمّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وقد وقف عمرو من الإسلام موقف عدائيا, وكان في الوفد الذي أرسلته قريش إلى ملك الحبشة كي يسلمهم المهاجرين المسلمين إلى بلده, وقد حملوا للملك وبطارقته هدايا كثيرة, لكن النجاشي استدعى جعفر بن أبي طالب والمهاجرين، واستمع إلى سبب هجرتهم إلى بلده, وإلى ما يدعو إليه دينهم, فأسلم ثم ردّ لوفد قريش الهدايا وطردهم.

 

 

وقدعلم عمرو أن أخاه هشام، قد اتبع النبى صلى الله عليه وسلم، فقرر أن ينزل به العقاب الشديد, والعذاب الأليم, وحذر زوجته ريطة وابنها من الاستماع إلى ما يقوله أتباع الدين الجديد، وقد سألت السيده ريطة، ولكن من أين جاء ابن عبد الله بهذا العلم والحكمة والبيان ؟ فقال ابنها إن مَلكا يُدعى جبريل يأتيه به من السماء, فقال عمرو في حدة وغضب، إنه محض افتراء, وهل يكلم الله البشر ؟ فقال العاص لأبيه، كلم الله موسى تكليما, فقال عمرو، لا تصدّق ما يقوله هؤلاء, ولا تجالس أحدا منهم أبدا, فقال العاص بن عمرو، لقد أخبرني عمي هشام أن من ذاق حلاوة الإيمان لا يعود إلى الشرك أبدا، ولو وضعوا على رقبته السيف, فانتهره أبوه, وأعاد طلبه بأن لا يكلم أيّا منهم.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!