موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الدكرورى يكتب عن القعقاع بن عمرو ” جزء 17″

الدكرورى يكتب عن القعقاع بن عمرو ” جزء 17″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

 

ونكمل الجزء السابع عشر مع القعقاع بن عمرو، وأما السيوف فسيف كسرى وهرمز وفيروز وخاقان وبهرام والنعمان فذهب بها القعقاع إلى القائد سعد بن أبى وقاص فسر بهذا، وقال للقعقاع أختر أيها شئت، فاختار القعقاع سيف هرقل وأعطاه سعد درع بهرام والبقية وزعها سعد على كتيبة الخرساء مكافئة لهم إلا سيف كسرى والنعمان فقد بعث بهما إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في المدينة، وإن الإيمان بأن الله تعالى له صفات الكمال، والجمال، والجلال، وأنه منزه عن صفات النقص والعيب ومماثلة المخلوقات، فهو إله حى، قدير، عليم، حكيم، متكلم، فعال لما يريد فهو تعالى كما جاء فى سورة الشورى ” ليس كمثله شئ وهو السميع البصير”

 

 

 

 

 

فصفاته ليست كصفات البشر، بل له المثل الأعلى، كما أنه منزه عن أضداد هذه الصفات، مثل الموت، والنوم، والجهل، والعجز، وغير ذلك من صفات النقص والعيب، وحين يؤمن الإنسان بوجود الله وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، فإنه يحقق الإيمان الصحيح، والتوحيد الخالص، ويتميز عن سائر الوثنيين، والضالين، وأهل العقائد الباطلة الفاسدة، وأما عن القعقاع بن عمرو فى معركة جلولاء فى السنة السادسة عشر من الهجرة، فكان بعد أن هزم الفرس بالمدائن هربوا إلى جلولاء وإجتمعوا هناك، وجعلوا عليهم مهران رازي وقد بلغ خبر تجمع الفرس إلى سعد بن أبي وقاص فكتب إلى عمر بن الخطاب يستشيره فكتب إليه عمر بن الخطاب أن سرح هاشم بن عتبة إلى جلولاء.

 

 

 

 

 

في أثني عشر ألف وأجعل على مقدمته القعقاع بن عمرو التميمى وعلى الميمنة سعر بن مالك وعلى الميسرة عمرو بن مالك بن عتبة وإجعل على ساقته عمرو بن مرة الجهني وإن هزم الله الفرس فاجعل القعقاع بن عمرو بين السواد والجبل، فخرج هاشم بالمسلمين فى شهر صفر فى السنة السادسة عشر من الهجرة، وقصد جلولاء وحاصر الفرس ثمانين يوما وكان يزدجرد يرسل الأمدادت للفرس وكذلك سعد بن أبي وقاص يرسل الفرسان لهاشم وعندها أيقن الفرس أن مناعة مدينتهم لن تصرف المسلمين عنها وأن المسلمين سوف يحاصرونها حتى ترضخ عندها خرج الفرس إلى القتال وأشتبكوا مع المسلمين واقتتلوا قتالا شديدا، وقد قام القعقاع بن عمرو خطيبا في المسلمين.

 

 

 

 

 

 

يطلب منهم الصبر ويشد من أزرهم وهو يقول إنا حاملون عليهم ومجاهدوهم وغير كافين، ولا مقلعين حتى يحكم الله بيننا وبينهم فاحملوا عليهم حملة رجل واحد حتى تخالطوهم، ولا يكذبن أحد منكم” فحمل المسلمين على الفرس حملة قوية صادقة لم يستطع الفرس الصمود أمامها وواصل المسلمين التقدم وهزم الفرس يمنة ويسرة ووقعت خيلهم فاتبعهم المسلمين ووضعوا السيوف على رقابهم ولم يفلت منهم إلا القليل وقتل منهم في وقعة جلولاء مائة ألف نفس وخرج القعقاع في طلب المنهزمين من الفرس فأدرك بعض سبيهم والذي يعرف بسبي جلولاء وتمكن القعقاع خلال مطاردته لفلول الفرس المنهزمة أن يقتل قائدهم مهران رازى.

 

 

 

 

 

 

وقد صور القعقاع بن عمرو هذا الأنتصار الإسلامي العظيم بقوله “ونحن قتلنا في جلولا أثابرا ومهران، إذ عزّت عليه المذاهب، ويوم جلولاء الوقيعة أفنيت بنو فارس، لمّا حوتها الكتائب، وإن العزة والرفعة فى الإيمان بالله، فقال ابن القيم رحمه الله فى إغاثة اللهفان “العزة والعلو إنما هما لأهل الإيمان الذى بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وهو علم وعمل وحال، وإن النصر من ثمرات الإيمان بالله، فقال تعالى كما جاء فى سورة الروم ” وكان حقا علينا نصر المؤمنين” وقال الشوكاني رحمه الله “هذا إخبار من الله سبحانه بأن نصره لعباده المؤمنين حق عليه، وهو صادق الوعد لا يخلف الميعاد، وفيه تشريف للمؤمنين، ومزيد تكرمة لعباده الصالحين” أما في الآخرة فجزاء المؤمنين جزيل الأجر والثواب.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!