موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

تنزيل من عزيز حكيم ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــروى

ونكمل الجزء السابع مع تنزيل من عزيز حكيم، وإن الشاهد هوأنه دخل النبي صلى الله عليه وسلم ليصلى لله جل جلاله والمشركون ينظرون إليه بتغيظ شديد ورفع الحبيب صوته بالتلاوة فقرأ سورة النجم كاملة والمشركون يسمعون القرآن من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ النبي السورة كاملة وقرأ في آخر السورة آيات جليلة تخشع لها الحجارة وتخشع لها الجبال والقلوب ” أزفت الآزفة، ليس لها من دون الله كاشفة، أفمن هذا الحديث تعجبون، وتضحكون ولا تبكون، وأنتم سامدون” أي ترقصون وتطلبون وتزمرون ” فاسجدوا لله واعبدوه” وخر النبي صلى الله عليه وسلم لله ساجدا لربه، فلم يتمالك أحد من المشركين نفسه فخر ساجدا لله.

 

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالنجم، أي بسورة النجم، وسجد معه المشركون والمسلمون والجن والأنس” رواه البخاري، فسجد النبي صلى الله عليه وسلم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس وهذا هو السر الذي جعل المهاجرون الأوائل الذين هاجروا من بطش المشركين فرارا من مكة إلى الحبشة، هذا هو السر الذي جعلهم يرجعون من الحبشة بعد هجرتهم الأولى لما بلغهم الخبر بأن المشركين سجدوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ظنوا أنهم آمنوا بالله جل وعلا فعادوا إلى مكة ولكنهم عندما رفعوا رؤوسهم جميعا أنكروا ما فعلوه وما صنعوه ولكنه القرآن الذي صدع عناد الكفر في رؤوسهم.

 

 

فسجدوا جميعا لله من جلال القرآن وروعته وعظمته، وهذا الوليد بن المغيرة والد فارس الإسلام وسيف الله المسلول والد خالد بن الوليد كان متعنتا متكبرا منكرا فلما ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليعرض عليهم الملك والجاه والسلطان حتى يرجع إلى دين آبائه وأجداده، وقد قرأ عليه النبي آيات جليلة من القرآن الكريم قال الوليد كلماته الخالدة في حق القرآن، والحق ما شهدت به الأعداء، قال الوليد والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى عليه، فهذا هو الصحيح وهذه هي الكلمات الصحيحة وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وهذه شهادة كافر عنيد للقرآن فلما انطلق بهذه الكلمات للمشركين قالوا إذا صدق والله الوليد.

 

 

إذا لتصبأن قريش كلها وعاد حتى لا تضيع زعامته في القوم ففكر وقدر الأمر من جميع جوانبه ثم عاد ليعلن شهادته الظالمة في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا عتبة بن ربيعة لما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته بين الناس، جعلت قريش تحاول حربه بكل سبيل وكان مما بذلته أن تشاور كبارها في التعامل مع دعوته صلى الله عليه وسلم وتسارع الناس للإيمان به، فقالوا أنظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه، فقالوا ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة، فقالوا أنت يا أبا الوليد، وكان عتبة سيدا حليما، فقال يا معشر قريش أترون أن أقوم إلى هذا فأكلمه.

 

 

فأعرض عليه أمورا لعله أن يقبل منها بعضها، قالوا نعم يا أبا الوليد، فقام عتبة وتوجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بكل سكينة، فلما وقف عتبة بين يديه، قال يا محمد أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم تأدبا مع أبيه عبد الله، فقال أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت صلى الله عليه وسلم تأدبا مع جده عبد المطلب، فقال عتبة فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك، وقبل أن يجيب النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة ثار عتبة وقال إنا والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومه منك، فرقت جماعتنا وشتت أمرنا وعبت ديننا.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!