موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

تنزيل من عزيز حكيم ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــروى

ونكمل الجزء السادس مع تنزيل من عزيز حكيم، فقلت نعم يا أعرابي فقال أتل علي شيئا منه فقلت انزل من قعودك، والقعود هو صغير الإبل إلى أن يبلغ السادسة من عمره، فنزل وابتدأت بسورة الذاريات ذروا حتى انتهيت إلى قوله تعالى من سورة الذاريات ” وفى السماء رزقكم وما توعدون” فقال الأعرابي يا أصمعي هذا كلام الرحمن قلت إي والذي بعث محمدا بالحق إنه لكلامه أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقال لي حسبك فقام إلى ناقته فنحرها بسيفه وقطعها بجلدها وقال أعني على تفرقتها فوزعناها على من أقبل وأدبر ثم كسر سيفه وقوسه وجعلها تحت الرملة وولى مدبرا نحو البادية وهو يقول” وفى السماء رزقكم وما توعدون”

 

 

يرددها فلما تغيب عني في حيطان البصرة أقبلت على نفسي ألومها وقلت يا أصمعي قرأت القرآن منذ ثلاثين سنة ومررت بهذه وأمثالها وأشباهها فلم تتنبه لما تنبه له هذا الأعرابي ولم يعلم أن للرحمن كلاما فلما قضى الله من أمري ما أحب حججت مع هارون الرشيد أمير المؤمنين فبينما أنا أطوف بالكعبة إذا أنا بهاتف يهتف بصوت رقيق تعالى يا أصمعي تعالى يا أصمعي قال فالتفت فإذا أنا بالإعرابي منهوكا مصفارا فجاء وسلم علي وأخذ بيدي وأجلسني وراء المقام فقال اتل من كلام الرحمن ذلك الذي تتلوه فابتدأت ثانيا بسورة الذاريات فلما انتهيت إلى قوله” وفى السماء رزقكم وما توعدون” صاح الأعرابي وقال قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا.

 

 

ثم قال يا أصمعي هل غير هذا للرحمن كلام قلت نعم يا أعرابي يقول الله عز وجل فى سورة الذاريات ” فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون” فصاح الأعرابي عندها وقال يا سبحان الله من ذا أغضب الجليل حتى حلف أفلم يصدقوه بقوله حتى ألجئوه إلى اليمين قالها ثلاثا وخرجت نفسه” رواه البيهقي في شعب الإيمان، وإن المشركين فى مكة كانوا يذهبوا خفية من وراء بعضهم البعض ليستمعوا للقرآن من النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا يذهبون الى بيت الصديق يستمعون لتلاوته أيضا فعن أم المؤمنين السيدة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت “لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

 

طرفي النهار، بكرة وعشية، ثم بدا لأبي بكر، فابتنى مسجدا بفناء داره، فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم، وهم يعجبون منه وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلا بكاءا، لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين” رواه البخاري، وعند البيهقي في شعب الإيمان قوله “لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن” بل فى السنة الخامسة من البعثة النبوية المطهرة انطلق النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت الله الحرام ليصلى لله جل وعلا على مرأى ومسمع من صناديد الشرك والكفر، فكانوا يكرهون ذلك حتى قال اللعين أبو جهل أيعفر محمد وجهه بين أظهرنا بمعنى أيسجد محمد لربه على مرأى ومسمع منا فى الكعبة.

 

واللات والعزى إن أتى محمد ليصلى لأطأن عنقه أي لأضعن رجلي أو حذائي ووقف يصلى لله تعالى فلما سجد انطلق اللعين أبو جهل وهو يهيأ له أنه سيطأ عنق النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فلما اقترب من رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد إلى الخلف يجرى وهو يدفع بيديه وكأنه يرد عن وجهه شيئا فلما اقترب من المشركين قالوا ماذا يا أبا الحكم؟ لماذا رجعت لماذا جريت بهذه الصورة المزرية؟ فقال أبو جهل إن بينى وبين محمد خندقا من نار وإنى أرى أجنحة، فلما أنتهى النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته قال قولته الجميلة” والذي نفس محمد بيده لودنا” أي لو اقترب منى، لاختطفته الملائكة عضوا عضوا”

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!
%d مدونون معجبون بهذه: