موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الكتاب المعلوم والمحفوظ ” جزء 8

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثامن مع الكتاب المعلوم والمحفوظ، فإن الأول هو بمنزلة الأعمى الذي لا يبصر، والثاني هو بمنزلة البصير الطامح ببصره إلى غير جهة المنظور إليه، فكلاهما لا يراه، والثالث هو بمنزلة البصير الذي قد حدق إلى جهة المنظور، وأتبعه بصره، وقابله على توسط من البعد والقرب، فهذا هو الذي يراه، فعليك أن تحضر قلبك عند قراءة القرآن، فكلما قرأت آية تعرض نفسك عليها أين أنت منها ؟ فهذا التابعي الجليل الأحنف بن قيس رحمه الله كان يقرأ قوله تعالى فى سورة الأنبياء ” لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلان ” أي فيه أخباركم وصفاتكم وأفعالكم، فيقول فأفتح القرآن وأنظر وأقول أرى بماذا يذكرني ربي اليوم؟

 

 

فيقرأ ويقرأ حتى يمر بقوله تعالى كما فى سورة النساء” إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار ” فيقول لست من هؤلاء، لست من هؤلاء، وعندما يقرأ قوله تعالى فى سورة الأنفال ” إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ” فيندم ويقول لست من هؤلاء، ويقرأ قوله تعالى كما جاء فى سورة التوبة ” وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم ” فيقول، أنا من هؤلاء، أنا من هؤلاء، فانظر إلى تفاعل هذا التابعي الجليل مع القرآن العظيم، وعن أسيد بن حضير رضي الله عنه أنه كان يقرأ وهو على ظهر بيته، وهو حسن الصوت.

 

فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بينا اقرأ إذ غشيني شيء كالسحاب والمرأة في البيت والفرس في الدار فتخوفت أن تسقط المرأة وتنفلت الفرس فانصرفت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ يا أسيد فإنما هو ملك استمع القرآن، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل كما جاء في سورة إبراهيم ” رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى فإنه منى ” وقد قال نبى الله عبسى عليه السلام كما جاء فى قول الله عز وجل فى سورة المائدة ” إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ” ولكن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لم يقل مثلما قال نبى الله عيسى عليه السلام.

 

 

ولكنه صلى الله عليه وسلم رفع يديه الى الله تعالى وقال ” اللهم أمتي أمتي ” وبكى فقال الله عز وجل ” يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم، فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد فقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك” رواه مسلم، وعن أبي ذر رضى الله عنه، قال، قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها، وهى قول الحق سبحانه وتعالى من سورة المائدة ” إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ” وأَقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ عليه القرآن فبكى لسماعه، وعن عائشة رضي الله عنها في حديث طويل.

 

ذكرت فيه صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل وأنه بكى مرات، قالت فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي، قال يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال صلى الله عليه وسلم، أفلا أكون عبدا شكورا، ولقد نزلت عليّ الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها وهى قول الحق سبحانه وتعالى من سورة آل عمران ” إن فى خلق السموات والأرض …. إلى آخر الآيه ” رواه ابن حبان، وهذا الأصمعي يقول أقبلت ذات يوم من مسجد الجامع بالبصرة وبينما أنا في بعض سككها إذ أقبل أعرابي جلف جاف على قعود له متقلدا سيفه وبيده قوس فدنا وسلم وقال ممن الرجل فقلت من بني الأصمع فقال لي أنت الأصمعي قلت نعم قال من أين أقبلت قلت من موضع يتلى كلام الرحمن فيه.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!