موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

الكتاب المعلوم والمحفوظ ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

إن من الفضل الذي يلبسه القرآن الكريم لصاحبه أنه ينسب إليه، فيصير من أهل القرآن، ومن أهل الله وخاصته، وحتى يتصف القارئ بهذه الصفة، فإن عليه أن يجتهد في تزكية نفسه، وتنقية قلبه، وأن يؤدي حق القرآن، ويُقبل عليه، ويتطهر من الذنوب، ويكثر من الطاعات، وإن من الفضل الذي يلحق أهل القرآن في الدنيا هو أن إكرام حملة القرآن وسيلة من وسائل إكرام الله والتقرب منه، كما ترتفع درجات العبد في الجنة بالقرآن، وأيضا فإن شرف العلم من شرف المعلوم، فإن كان المعلوم والمحفوظ هو كتاب الله، فإن ذلك سبب لزيادة شأن حامليه، وارتفاع قدرهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه.

 

” اقرؤوا الزهراوين، وهما البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما واقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة، وقال معاوية بلغني أن البطلة هم السحرة، وفي رواية مثله، غير أنه قال وكأنهما في كليهما، ولم يذكر قول معاويةَ بلغني، وإن قراءة القرآن الكريم هي عبادة من أجل العبادات، والقربات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، فالقرآن الكريم رحمة من الله تعالى، ومأدبته لعباده، وتلاوته من العبادات التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، ورغب المسلمين فيها، وذلك بأن بشرّهم بأن قارئ القرآن الكريم مع السفرة الكرام البررة.

 

 

وهي وصية من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم، لأمته بأن يحفظوا كتاب الله، ويتعاهدوه فيما بينهم، بمراجعته، والعمل بما جاء فيه، ومما ورد في السنة أن ختم القرآن الكريم مرة كل شهر مستحب، وأن أقل مدة يمكن أن يختم فيها القرآن هي كل أسبوع، والأفضل أن لا ينقص عنها، حتى يتاح له وقت في التدبر، والتفكر بآياته، فمن يشغل وقته بالقرآن الكريم عن زخارف الدنيا كان له عوض من الله تعالى عنها، فمن كان قلبه خاليا من القرآن الكريم فإنما هو كالبيت الخرب، وإن من آداب قراءة القرآن الكريم هو الإخلاص، واستحضار النفس أثناء قراءته، فيتذكر العبد أنه يناجي الله تعالى، وكما أنه يستحب تنظيف الفم بالسواك ونحوه، وهذا الفعل هو من السّنة النبوية، وأيضا الطهارة.

 

 

فيستحب للقارئ أن يقرأ القرآن وهو طاهر، والقراءة في مكان نظيف، وأفضل الأماكن وأجلها هو المسجد، وكذلك استقبال القبلة، وإظهار الوقار، والسكينة، والخضوع، والأفضل للقارئ أن يكون مطرق الرأس جالسا بتأدب، وخضوع، وهو أكمل الأوضاع، فإذا قرأ القرآن مضطجعا، أو قائما، أو نحوه جاز له ذلك، وأيضا الاسعتاذة عند الشروع بالتلاوة، وتشرع أيضا الاستعاذة عند المرور بآيات العذاب والوعيد، وأيضا هو الإتيان بالبسملة في أول كل سورة، عدا سورة التوبة وهى براءة من الله، وكذلك البكاء أثناء تلاوته، وإنما يكون ذلك بحضور القلب، والتأمل بالآيات وتدبرها، وأيضا ترتيل القرآن الكريم، وذلك لكونه أقرب لاحترامه، وتوقيره.

 

 

وقد امتثل الصحابة الكرام بهذا الأدب مع القرآن فهذا هو أبو بكر رضي الله عنه لا تفهم قراءته من شدة البكاء، فعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فى مرضه ” مروا أبا بكر يصلى بالناس ” فقالت السيدة عائشة ” قلت إن أبا بكر إذا قام فى مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل بالناس ” فقالت عائشة فقلت لحفصه قولى له إن أبا بكر إذا قام فى مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس ففعلت حفصه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مه، إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل للناس ” فقالت حفصة لعائشة، ما كنت لأصيب منك خيرا ” وهذا حديث متفق عليه، وليس معنى ذلك أن عمر لا يبكي تأثرا بالقرآن، بل تضافرت الآثار أنه رضي الله عنه كان شديد التأثر بالقرآن.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!