موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار السياسة والرياضة والاقتصاد والعلوم والفن والتكنولوجيا.

لا تيأس ولا تدع أحد يحبطك

لا تيأس ولا تدع أحد يحبطك

بقلم : محمــد عـبود

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله

حديثي اليوم مع حضراتكم عن ‏صاحب مصر وحاكمها الخادم السيد أبو المسك كافور الإخشيدي من أصحاب الهمم العالية والعزائم القوية عصامياً لا عظامياً،

كان كافور عبداً حبشياً، وكان خصياً أسود اللون، ولم يكن كافور على سواده وسيماً ، فوقع في يد أحد تجار الزيوت فسخره في شؤون شتى،‏وقاسي كافور الأمرين ولقي الكثير من العنت من سيده ،حتي خرج من تحت قبضة سيده ووقع في يد محمود بن وهب بن عباس الكاتب، فعرف كافور السبيل نحو القراءة والكتابة فنفض يديه من متاعب المعصرة وأدران الزيت فالسيد الجديد أبن عباس الكاتب كان موصولاً بمحمد بن طغج مؤسس الدولة الإخشيدية في مصر .

‏حمل كافور يوما هدية من مولاه إلي ابن طغج، فأعجب به وعينه كمشرف على التعاليم الأميرية لأبنائه، ورشحه كضابط في الجيش ، وعندما انتبه سيده لذكائه وموهبته وإخلاصه جعله حراً وأطلق سراحه.

فلما توفي الأخشيد ملك بعده أبنه أنوجور، وكانت الأمور في يد كافور، ثم مات أنوجور

‏فأقام كافور أخاه علياً بن الإخشيد، فتوفي علي بن الإخشيد المذكور، وهو صغير، فاستقل كافور بالمملكة من هذا التاريخ وكان كافور يلقب بأبي المسك.

وصف بأنه حاكم عادل ومعتدل، قريبًا من قلوب الناس . وينظر بنفسه في قضاء حوائج الناس والفصل في مظالمهم.

‏وكان يتعبد ويتهجد ، ويمرغ وجهه ، ويقول : اللهم لا تسلط علي مخلوقاً .

 

ويروون عن كافور وقت أن جلب إلي سوق النخاسة أنه مر ذات يوم بسوق من الأسواق بصحبة عبد مثله ، وسارا معاً يتطلعان فقال له صاحبه :

ـ أتمني لو اشتراني طباخ فأعيش عمري شبعان بما أصيب من مطبخه.

‏ولكن أبا المسك قال:

أتمني أن أملك هذه المدينة، وقد بلغ ما تمنى.

وكان المتنبي يقصده ويمدحه، إلا أن كافور لم يكن يعطه شيئا يذكر فتركه المتنبي وظل يهجوه في قصائده!

وكان يدعى لكافور على المنابر بمكة والحجاز جميعه، والديار المصرية، وبلاد الشام توفي. ٣٥٧هـ/ ٩٦٨م .

‏العبرة من القصة :

لا تيأس و لا تترك أحد يحبطك وطور نفسك ولا تتوقف في مكانك أبداً حتى وإن كنت بالصداره ، و ثق تماماً أنه لا يوجد رجل فاشل ولكن يوجد رجل بدأ من القاع و بقي فيه ،وإلي لقاء يتجدد أترككم في معية الله وضمانه.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

error: محتوى محمى !!